عمل في طار: الله، وعلى رأسها إكليل وفي حجرها عود، وإذا على الإكليل مكتوب:
واللهٍ يا طرْفَي الجاني على كَبِدي ... لأُطفِئَنّ بدمعي لَوْعَةَ الحَزَنِ.
باللهِ تطمَعُ أن أبلى هوىً وَجوى ... وأنتَ تلتَذّ طِيبَ العَيشِ والوَسَنِ.
وإذا على العود مكتوب:
يا أيّها الزاعمُ الذي زَعمَا ... أنّ الهَوَى ليسَ يورِثُ السقَمَا.
لو أنّ ما بي بك الغداةَ لما ... لُمتَ محِبّاً إذا شكا ألّما.
قال: وبين أيديهما صينية ذهب. قال: وإذا على الصينية مكتوب:
لا شيءَ أحسنُ مِنْ أيّامِ مجْلِسِنَا ... إذ نجعَلُ الرُّسلَ في ما بيننا الحدَقا.
وَإذا حوَاجِبُنا تقضي حَوائِجَنَا ... وَشكلُنا في الهوَى نلقَاهُ متّفِقَا.
ليتَ الوُشاةَ بِنَا والحاسِدينَ لنَا ... في لُجّة البَحرِ ماتوا كلّهم غرَقَا.
أوْ ليتَ من عابَنَا أو ذمّ مجْلِسَنَا ... شُبَّتْ عليه ضِرَامُ النارِ فاحتَرَقا.
وإذا على المَغسلِ مكتوب:
لوْ كانَ يدري مالكٌ ما الذي ... ألقى مِن الأحزَانِ والكَرْبِ.
وَمَا ألاقي مِن ألِيمِ الهَوَى ... عذّبَ أهْلَ النّارِ بالحُبِّ.
قال فملأ الكأس وأعطاني، وإذا على الكأس مكتوب:
الحمدُ للهِ على ما قَضى ... قد كانَ ذا في القَدَر السابقِ.
ما تحملُ الأرْضُ على ظهرِهَا ... أشقى ولا أوْثَقَ مِن عاشِقِ.