قال الحسين: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام، وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه، فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه. خاف أن يكون قد لحقته آفة، فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة، فغطيته، وأحببت أن لا يراه أحد قبلك، فغشي على محمد بن داود.
قال الليثي: وحدثني محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قال: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما أعرف فيما مضى من الزمان معشوقاً ينفق على عاشق إلا هو.
حدثنا أحمد بن علي الوراق بالشام، أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثني أبو العباس محمد بن جعفر بن عبد العزيز بن المتوكل الهاشمي: أنشدنا الصولي:
أيّهَا المُستَحِلّ ظُلمي وَهَجرِي! ... لكَ طُولُ البَقاءِ قد ماتَ صَبرِي
قال لي: لا أقلّ من صَبرِ يَوْمٍ، ... بالقَلِيلِ القَلِيلِ يَنفَدُ عُمرِي
قال الخطيب: قال لي الأزهري: رأيت هذا الشيخ في دكان أبي سعيد الوراق، وأنشدني من حفظه أبياتاً علقتها عنه، وذكر لي أنه رواها عنه عن الصولي وغيره.