قال فترد هي علي:
فيَصُدّ عَنكَ بوَجهِهِ، ... وَتَلَجّ أنتَ، فَلا تُغِبّهْ
حدثنا الخطيب، أخبرنا الرزاز، أخبرنا أبو الفرج الأصفهاني، حدثني عمي، حدثني أحمد بن المرزبان قال: كان عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع قد هوي جاريةً نصرانية، رآها في دير مار جرجس في بعض أعياد النصاري، فكان لا يفارق البيع شغفاً بها، فخرج في عيد مار جرجس إلى بيعة تعرف بدير مار جرجس، فوجدها في بستان إلى جانب البيعة، وقد كان قبل ذلك يراسلها ويعلمها محبته لها، فلا تقدر على مواصلته، ولا لقائه، إلا على ظهر الطريق، فلما ظفر بها التوت عليه، وأبت بعض الإباء، ثم ظهرت له، وجلست معه مع نسوة كانت تأنس بهن، فأكلوا وشربوا، وأقام معها أسبوعاً، ثم انصرف في يوم خميس وقال في ذلك:
رُبّ صَهبَاءَ من شَرَابِ المَجُوسِ ... قَهوَةٍ بَابِلِيّةٍ خَندَرِيسِ
قَدْ تَجَلّيتُها بنَايٍ وَعُودٍ، ... قَبلَ ضَرْبِ الشمّاسِ بالنّاقُوسِ
وَغَزَالٍ مُكَحَّلٍ ذِي دَلالٍ، ... سَاحِرِ الطّرْفِ سَامرِيٍّ عَرُوسِ
قَدْ خَلَوْنَا بِطيبِهِ نَجتَنيهِ، ... يَوْمَ سَبتٍ إلى صَبَاحِ الخَميسِ
بَينَ وَرْدٍ وَبينَ آسٍ جَنيٍّ، ... وَسطَ بُستَانِ دَيرِ مارِ جرْجيسِ