أخبرنا أبو علي بن الحسين الجازري بقراءتي عليه، حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن داود بن سليمان النيسابوري، حدثنا علي بن الصباح، حدثني أبو المنذر، حدثني شيخ من أهل وادي القرى قال: لما استعدى آل بثينة مروان بن الحكم على جميل وطلبه ربعي بن دجاجة العبدي، صاحب تيماء، هرب إلى أقاصي بلادهم، فأتى رجلاً من بني عذرة شريفاً، وله بنات سبع كأنهن البدور جمالاً، وقال: يا بناتي تحلين بجيد حليكن، والبسن جيد ثيابكن ثم تعرضن لجميل فإني أنفس على مثل هذا من قومي.
وكان جميل، إذا رآهن، أعرض بوجهه فلا ينظر إليهن، ففعلن ذلك مراراً، فلما علم ما أريد بهن، أنشأ يقول:
حَلَفتُ لِكَي تَعلَمنَ أني صاَدِقٌ ... وَلَلصّدقُ خيرٌ في الأمورِ وَأنجَحُ
لَتكليمُ يومٍ مِنْ بُثَيْنَةَ وَاحِدٍ، ... وَرُؤيَتُهَا عِندِي ألَذُّ وَأصْلَحُ
مِنَ الدّهرِ، لَوْ أخلو بكنّ، وَإنّما ... أُعَالِجُ قَلباً طَامحاً حين يَطمَحُ
قال: فقال بهن أبوهن: ارجعن، فوالله لا يفلح هذا أبداً.
أخبرنا عبد الواحد بن الحسين المقري إن لم يكن سماعاً فإجازة، حدثنا إسماعيل بن سعيد بن سويد، حدثنا أبو علي الكوكبي، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن زيد العتبي، أخبرني جدي الحسن بن زيد قال: ولينا وال بديار مصر، فوجد على بعض عماله، فحبسه وقيده، فأشرفت عليه ابنة الوالي، فهويته، فكتبت إليه:
أيّهَا الزّاني بِعَيْنَيْ ... هِ، وَفي الطَّرْفِ الحُتُوفُ