ألا أيّها الصّبيَانُ لو ذُقتمُ الهوَى ... لأيْقَنتُمُ أنّي مُحَدّثُكم حَقّاً.
أحِبّكم مِن حُبّها، وأراكُمُ ... تقولون لي: مُتْ يا شجاعُ بها عِشقا.
فلَم تُنصِفوني، لا، ولا هيَ أنصَفَتْ ... فرِفقاً رُوَيداً، وَيحَكم بالفتى رِفْقَاً.
فلما صح ذلك عند أهله وعلموا أنه عاشق جعلوا يسألونه عن أمره، فكان لا يجيبهم، وكتمت العجوز قصته، فأخذوه فحبسوه في بيت فلم يزل فيه حتى مات، رحمه الله.
ولي من أبيات من أثناء القصيدة:
صرَعتَنا ألحاظُ غزْلانِ يَبري ... نَ كأنّ اللِّحاظَ منها رِماحُ.
من ظِباءٍ في كلّ جارِحَةٍ من ... الألحاظهن يُلقى جِرَاحُ.
استَحَلّوا من قتلِنا كلَّ محْظو ... رٍ وما قَتلُ عاشِقَينِ مُبَاحُ.
يا نديمي إليَكَ بالكأسِ عني، ... إنّ جَفنيَ كأسي ودمعي الراحُ.
أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا أبو بكر بن المرزبان قال: قال سقراط: العشق جنون، وهو ألوان، كما أن الجنون ألوان.