أخبرنا أحمد بن علي الوراق بصور، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي بدمشق، حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر، حدثنا الزجاجي، حدثنا الأخفش، حدثني أبي عن أبيه قال: خرجت إلى سر من رأى في بعض حاجاتي فصحبني رجل في الطريق، فقال: ألا أنشدك شيئاً من شعري؟ قلت: بلى، فأنشدني:
وَيلي على سَاكِنِ شَطِّ الصَّرَاهْ، ... مَرّرَ حُبِّيهِ عَليّ الحَيَاهْ
مَا يَنْقَضِي مِنْ عَجَبٍ فِكرَتي، ... في خَلّةٍ قَصّرَ فِيها الوُلاهْ
تَرْكُ المُحبّينَ بِلا حَاكِمٍ، ... لَمْ يَنصبُوا للعَاشِقينَ القُضَاهْ
أما، وَمَنْ أصْبَحتُ عَبداً لَهُ، ... وَمَنْ لَهُ في كُلّ أُفْقٍ رُعَاهْ
لَوْ أنّني مَلَكْتُ أمرَ الهَوَى، ... مَلأتُ بالضّرْبِ ظُهُورَ الوُشَاهْ
حَتى إذا قَطّعتُ أبْشَارَهُمْ، ... قَعَدءتُ أقْضِي للفَتى بالفَتاهْ
لَقَدْ أتَاني عَجَبٌ رَاعَني ... مَقَالُهَا للقَوْمِ: يا ضَيعَتَاهْ
أمِثلُ هَذَا يَبْتَغِي وَصْلَنَا؟ ... أمَا يَرَى ذَا وَجْهَهُ في المِرَاهْ؟
فقلت: من أنت؟ قال: أنا القصافي الشاعر.