وأخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرني بعض أصحابنا قال: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهاني:
يا ابنَ داودَ، يا فَقيهَ العِرَاقِ ... أفتِنَا في قَواتِلِ الأحدَاقِ
هَلْ عليها القِصَاصُ في القتلِ يوْماً، ... أمْ حَلالٌ لَهَا دَمُ العُشّاقِ؟
فأجابه ابن داود:
عِندِي جَوَابُ مَسِائِلِ العُشّاقِ، ... فَاسمَعْهُ مِنْ قَلِقِ الحَشَا مُشتاقِ
لمّا سألتَ عَنِ الهَوَى أهلَ الهَوَى ... أجرَيتَ دَمعاً لَمْ يَكُنْ بِالرّاقي
أخطأتَ في نَفسِ السؤالِ، وَإن تُصِبْ ... بكَ في الهَوَى شَفَقاً مِنَ الأشفاقِ
لَوْ أنّ مَعشُوقاً يُعَذِّبُ عَاشِقاً، ... كَانَ المُعَذَّبُ أنْعَمَ العُشّاقِ
أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين بن المهتدي، رحمه الله تعالى، إجازة، حدثنا الشريف أبو الفضل بن المأمون، حدثنا أبو بكر بن الانباري، أنشدنا محمد بن المرزبان: أنشدني الحسن بن صالح الأسدي لأبي العتاهية:
سُبحَانَ جَبّارِ السّمَاءِ ... إنّ المُحِبّ لَفي عَنَاءِ
مَن لمْ يَذُقْ حُرَقَ الهَوَى، ... لم يَدْرِ مَا جُهدُ البَلاءِ
لَوْ كُنتُ أحسَبُ عَبرَتي ... لَوَجَدْتُهَا أنْهَارَ مَاءِ