إن تَكتُبوا نكتُبْ، وإن لا يكن ... يأتيكُمُ بمَكانِكُمْ كُتْبي
جدَّ الرّحِيلُ، فبَانَ ما بَينَنا، ... لا شَكَّ أني مُنقَضٍ نَحبي
قال: ثم وقف على جبل ينظر إليهم ماضين، فلما غابوا عن عينه خر ميتاً.
ذكر أبو عمر بن حيويه ونقلته من خطه أن أبا بكر محمد بن خلف حدثهم: أخبرني عبد الله بن أبي عبد الله القرشي قال: وجدت في كتاب بعض أهل العلم أن الهيثم بن عدي حدثهم عن رجل من بني نهد قال: كان رجل منا يقال له: مرة تزوج ابنة عم له جميلة يقال لها: ليلى، وكان مستهاماً بها، فضرب عليه البعث إلى خراسان فكره فراقها، واشتد عليه، ولم يجد من ذلك بداً، فقال لها: أكره أن أخلفك، وقلبي متعب بك. قالت: اصنع ما شئت، فمر براذان، وبها رجل من قومه، له شرف وسؤدد، فذكر حاله، وأمر امرأته، وقال: اخلفها عند عيالك وأهلك حتى أقدم، قال: نعم! فأخلوا لها منزلاً، فقرأ، ثم تعجل، فلما صار براذان، جلس قريباً من القصر الذي كانت فيه امرأته، حتى يمسي، وكره أن يدخل نهاراً. فخرجت جارية من القصر، فقال لها: ما فعلت المرأة التي خلفتها عندكم؟ قالت: أما ترى ذلك القبر الجديد؟ قال: بلى! قالت: فإن ذلك قبرها، فلم يصدق حتى خرجت أخرى، فسألها، فقالت له مثل ذلك، فأتى القبر، فجعل يبكي ويتمرغ عليه، ويرثيها، فقال:
أيَا قبرَ ليلى! لو شَهِدناكَ أعوَلَت ... علَيها نساءٌ من فصِيحٍ وَمَن عَجَمْ