أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن خلف.
قال: أخبرني أبو بكر قال: أخبرنا المدايني قال: قال هشام بن محمد سمعت رجلاً من بني عذرة يحدث قال: لما علق جميل بثينة وجعل ينسب بها استعدى عليه أهلها ربعي بن دجاجة، وهو يومئذ أمير تيماء، قال: فخرج جميل هارباً حتى انتهى إلى رجل من عذرة، بأقصى بلادهم، وكان سيداً، فاستجار به، وكان للرجل سبع بنات، فلما رأى جميلاً رغب فيه، وأراد أن يزوجه ليسلو عن بثينة، فقال لبناته: البسن أحسن ثيابكن وتحلين بأحسن حليكن، وتعرضن له، فلعل عينه أن تقع على إحداكن فأزوجه.
قال: وكان جميل: إذا أراد الحاجة، أبعد في المذهب، فإذا أقبل رفعن جانب الخباء، فإذا رآهن صرف وجهه، قال: ففعلن ذلك مراراً، فعرف جميل م أراد به الشيخ، فأنشأ يقول:
حلفتُ لكيما تعلمينيَ صادِقاً، ... ولَلصِّدق خيرٌ في الأمورِ وَأنجحُ.
لَتَكليمُ يوْمٍ واحدٍ من بُثَينَة ... وَرُؤيتُها عندي ألَذّ وأملَحُ.
من الدهرِ لوْ أخلو بكنّ، وإنّما ... أُعالجُ قلباً طامحاً حيثُ يطمحُ.
فقال الشيخ: أرخين عليكن الخباء، فوالله لا يفلح هذا أبداً.