وهو الذي يقول:
يا مُنزِلَ الغَيثَ بَعدَمَا قَنَطوا ... وَيا وَليَّ النّعماءِ وَالمِنَنِ
يكونُ ما شِئتَ أنْ يكونَ وَما ... قدّرْتَ أن لا يكونَ لم يَكُنِ
لوْ شِئتَ إذ كان حبُّها غَرضاً، ... لم تُرِني وَجههَا، وَلم تَرَني
يا جارةَ الحَيّ كنتِ لي سَكَناً، ... إذ ليس بعضُ الجيرانِ بالسكنِ
أذكرُ من جارَتي وَمَجلِسِها ... طَرَائِفاً من حَديثِها الحَسَنِ
وَمن حَديثِ يَزِيدُني مِقَةً، ... ما لحَديثِ المَوْموقِ من ثَمَنِ
قال: فكتبتها، ثم قامت مولية، فقالت: شغلتني عما إليه قصدت لتسكين ما بي من الأحزان.
وأنشدت لأبي الحسن علي بن عبد الرحمن الصقلي، وقد لقيت المذكور بالإسكندرية منذ خمس وعشرين سنة، ابتداء قصيدة له:
هذي الخُدُودُ، وَهذه الحَدَقُ، ... فَلْيَدْنُ مَنْ بفُؤادِهِ يَثِقُ
لَو أنّهُمْ عَشِقُوا لمَا عَذّلُوا، ... لكِنّهُمْ عَذَلُوا وَمَا عَشِقُوا
عَنُفُوا عَليّ بِلَوْمِهِمْ سَفهاً، ... لوْ جُرّعوا كأسَ الهَوَى رَفِقوا
ليسَ الفُؤادُ مَعي فأعلَمَ مَا ... قد نَالَ منه الشْوقُ وَالقَلَقُ
مَا الحُبُّ إلاّ مَسلَكٌ خَطِرٌ، ... عَسرُ النّجاةِ، وَمَوْطئٌ زَلَقُ