فَلَمّا دَنَا مِنهُ تَذَكّرَ شَجوَهُ، ... وَذّكّرَهُ مَن قد نأى فَتَشَوَّقَا
قال أبو بكر: وبيت آخر ذهب علي، فرحمته والله، يا أمير المؤمنين، فبكيت لبكائه ونسبته، فإذا هو قيس بن معاذ المجنون، فذاك والله أعشق مني يا أمير المؤمنين.
ولي من ابتداء قصيدة:
طَرَقَتْ، وَالظّلامُ قد مدَ سِترَا، ... تَتَخَطّى إليّ سَهْلاً وَوَعرَا
وَالكَرَى قَد سَقَى سُلافَتَه السُّمّ ... ارَ صِرْفاً، فَطَرّحَ القَوْمَ سُكرَا
كتَمتْ خشيةَ الرّقيبِ خُطاهَا، ... فَوَشَى الطيّبُ بالمَليحَةِ نَشرَا
هَتَكتْ بُرْقُعَ العِتَابِ وَثَنّتْ ... مِنهُ نظماً يُذكي الغَرَامَ وَنثرَا
ثمّ قالت: وَقد جَلَتْ غُرّةً رَدّ ... تْ بأضْوَائها دُجى الليل فجرَا
أيّها المُدّعي هَوَانا، وَأنّا ... قد سَلَبنا كرَاهُ صَدّاً وَهَجرا
أتُرَى ما قَرَأتَ أخبَارَ مَجنُو ... نِ بَني عامرٍ وَعرْوَةِ عَفرَا
وَجَميلٍ وَقَيسِ لُبنى وَخَلْقٍ ... من بَني عُذرَةٍ يَزِيدُونَ كُثرَا
تَدّعي حبَّنا بغَيرِ شُهُودٍ؛ ... قلتُ: هذه الدموع تشهدُ قَطرَا
وَاستَهَلّت مدامعي، فَرَثَتْ لي، ... إذ رَأتْني حُرِمتُ في الحُبّ صَبرَا
وَسَقتني من رِيقِها العذبِ كأساً ... كانتِ الشَّهدَ لذّةً وَالخَمرَا