أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، رحمه الله تعالى، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا جعفر بن هارون بن زياد قال: وحدثني هلال بن العلاء، حدثني عياض بن أحمد السلمي قال:
كنت أجلس إلى الأصمعي فما سمعته سئل فقال حتى أنظر، أو ما أعرفه. قال: وسمعته يقول: كنت مع جعفر بن يحيى في زورق فسمع هاتفاً يهتف باسم جارية، فقال: إن هذا الهاتف يهتف باسم جارية قلبي، فأنشدني في ذا شيئاً، فأنشدته:
وداعدعا إذ نحن بالخيف مِن مِنىً، ... فَهَيّجَ أحزَانَ الفُؤادِ وَما يَدرِي
دَعَا باسْمِ لَيلى غَيرِها، فَكَأنّمَا ... أطَارَ بلَيلى طَائراً كَانَ في صَدْرِي
فأعطاني عشرة آلاف درهم.
؟
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن خلف قال: قال أبو عمرو الشيباني: لما ظهر من المجنون ما ظهر ورأى قومه ما ابتلي به، اجتمعوا إلى أبيه وقالوا: يا هذا! قد ترى ما ابتلي به ابنك، فلو خرجت به إلى مكة فعاذ ببيت الله الحرام، وزار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا الله تعالى، رجونا أن يرجع عقله، ويعافيه الله، فخرج أبوه حتى أتى به مكة، فجعل يطوف به ويدعو الله، عز وجل، له بالعافية. وهو يقول:
دَعا المُحرِمونَ اللهَ يَستَغفِرُونَهُ، ... بمَكّةَ، وَهناً، أن تُمَحَّى ذنوبُها
وَنَاديْتُ أنْ يا رَبِّ أوّلُ سُؤلَتي ... لِنَفسِيَ لَيلى ثمّ أنتَ حَسِيبُهَا