مني. فقالت: إني أريد الانصراف. قال: فتعجلي ثواب الصلاة علي. فقامت فانصرفت، فلما رآها مولية تنفس الصعداء ومات من ساعته.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بقراءتي عليه بالشام، سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: سمنون هو ابن حمزة الخواص، أبو الحسين، وقيل أبو بكر، بصري سكن بغداد، ومات قبل الجنيد، وسمى نفسه سمنون الكذاب، بسبب أبياته التي قال فيها:
فَلَيسَ لي في سِوَاكَ حَظٌّ، ... فكَيفَ مَا شِئتَ فَامتَحنّي
فحصر بوله من ساعته فسمى نفسه سمنون الكذاب.
أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي، وحدثنا الخطيب عنه، حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري، أنشدني علي بن أحمد بن جعفر أنشدني ابن فراس لسمنون:
وكانَ فُؤادِي خَالِياً قَبلَ حُبّكُمْ، ... وكانَ بذِكرِ الخَلْقِ يَلهُو وَيَمزَحُ
فَلَمّا دَعَا قَلْبي هَوَاكَ أجابَهُ، ... فَلَستُ أرَاهُ عَنْ فِنَائِكَ يَبْرَحُ
رُميتُ بِبَينٍ مِنك إنْ كُنتُ كاذِباً، ... وَإنْ كُنتُ في الدّنيَا بِغَيْرِكَ أفرَحُ
وَإنْ كانَ شَيءٌ في البِلادِ بأسرِها، ... إذا غِبْتَ عَنْ عَيْني، بعَينيَ يملُحُ
فإنْ شئتَ وَاصِلْني، وَإن شئتَ لا تصِلْ، ... فَلَستُ أرَى قَلبي لِغَيركَ يَصْلُحُ