ثم انثنت على كبدها، وشهقت، فإذا هي ميتة.
قال يونس: فقمت من عند الشيخ وأنا وقيذ.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق قال: حدثنا الأمير أبو الحسن أحمد بن محمد المكتفي بالله قال: حدثنا ابن دريد فذكر القصة.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي التوزي قال: أخبرنا أبو محمد بن الجرادي الكاتب قال: حدثنا أبو بكر بن دريد قال: أنشدنا العكلي عن أبيه لداود بن سلم التميمي:
ما ذَرّ قَرْنُ الشّمْسِ إلاّ ذَكرْتُها، ... وَيذكِرُنيها ما دَنَتْ لِغُرُوبِ.
واذكُرُها ما بينَ ذاكَ وَبعدَهُ، ... وبالليلِ أحلامي، وَعندَ هُبوبِ.
وَبُلّيتُها شوْقاً، وَبَلاّنِيَ الهَوَى، ... وأعيا الذي بي طِبَّ كلّ طبيبِ.
وأعجبُ أنّي لا أموتُ صَبَابَةً، ... وما كمَدٌ مِنْ عَاشِقٍ بِعَجيبِ.
وكم لامَ فيها من مُؤدّ نصيحَةً، ... فقلتُ له: أقصِرْ، فغيرُ مُصيبِ.
أتَأْمُرُ إنْساناً بفُرْقَةِ قلْبِهِ؟ ... أتُصْلِحُ أجساداً بِغَيْرِ قُلُوبِ؟
وكُلُّ محِبٍّ قد سلا، غيرَ أنّني ... غريبٌ! ألا يا ويحَ كلِّ غريبِ.