وجدت بخط أحمد بن محمد بن علي الأنبوسي، ونقلته من أصله، قال: حدثنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة قال: حدثني جدي قال: حدثني عمي قال: حدثني علي بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثني بكر بن إسحاق النجلي قال: حدثنا أبو سهل محمد بن عمر الأنصاري عن محمد بن سيرين قال: نظر عبد الله بن جعفر إلى جارية له كان يحبها حباً شديداً وهي تلاحظ مولاه فسألها: بالله هل تحبين فلاناً؟ فقالت: أعيذك بالله يا سيدي! قال فسألها: بالله لا تكتميني ذلك! فسكتت فأعتقها ودعاه فزوجها إياه. قال: ثم إن نفسه تتبعتها فدعا مولاه فقال: أتنزل عنها ولك عشرة آلاف درهم؟ قال: لا والله، ولا مائة ألف درهم. قال: بارك الله لك فيها! قال فأعرض عنها.؟ قال: فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيراً حتى مات مولاه وتزوجها ابن جعفر بعد ذلك.
قال ابن حسين فذكرت هذا الحديث لأبي ياسين الرقي فحدثني عن بعض أصحابه أن عبد الله بن جعفر لما دخلت عليه أنشأ يقول:
رضيتُ بحُكم الله في كلّ أمرِه، ... وَسَلّمتُ أمرَ اللهِ فيّ كما مضى.
بَلاني وأبلاني بحُبّ دَنِيّةٍ، ... وَصَبّرَني حتى امَّحى الحبُّ فانقضى.
لَعَمرِيَ! ما حُبّي بحُبّ مَلالَةً، ... ولا كانَ وُدّي زائلاً فَتَنَقّضَا.
ولكنّ حبّي معْهُ دَلٌّ يزينهُ، ... وَيُعرِضُ أحياناً إذا الحِبُّ أعرَضَا.