سَرَوْا وَالّليلُ في ثَوْبَيْ حِدَادٍ، ... وَقَدْ ألقَى مَرَاسِيَهُ الظّلامُ.
وَقَدْ هَتَكُوا الأكِلّةَ عَن بُدورٍ ... كَوَامِنَ لَيْسَ يَبرَحُهَا التَّمَامُ.
وَفي الأحدَاجِ ذُو لَعَسٍ، لمَاهُ، ... لنا كَأسٌ، وَرِيقَتُهُ مُدَامُ.
رَمى، وَقُلُوبُنا الأغَراضُ، فَانظُرْ ... بعَينِكَ هَلْ تَطِيشُ لَهُ سِهَامُ.
أنبأنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أبو بكر محمد بن خلف المحولي، حدثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب قال: حدثنا العتبي قال: كان عند خالد بن عبد الله فقهاء من أهل الكوفة، فيهم أبو حمزة الثمالي، فقال خالد: حدثونا بحديث عشق ليس فيه فحش! فقال أبو حمزة الثمالي: أصلح الله الأمير! زعموا أنه ذكر عند هشام بن عبد الله غدر النساء وسرعة تزويجهن. فقال هشام: إنه ليبلغني من ذلك العجب.
فقال بعض جلسائه: أنا أحدثك عما بلغني من ذلك.
بلغني ان رجلاً من بني يشكر يقال له غسان بن مهضم من العذافر، كانت تحته ابنة عم له يقال لها أم عقبة بنت عمرو بن الأجبر، وكان لها محباً، وكانت هي له كذلك، فلما حضره الموت، وظن أنه مفارق الدنيا، قال ثلاثة أبيات. ثم قال لها: يا أم عقبة! اسمعي ما أقول، وأجيبيني بحق، قال ثلاثة أبياتٍ. ثم قال لها: يا أم عقبة! اسمعي ما أقول، وأجيبيني بحق، فقد تاقت نفسي إلى مسألتك عن نفسك، بعدما يواريني التراب.
فقالت: قل، فوالله لا أجيبك بكذبٍ ولأجعلنه آخرخطاب مني.
فقال، وهو يبكي بكاءً منعه الكلام: