أنبأنا أبو القاسم علي بن أبي علي التنوخي قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف المحولي إجازة قال: حدثني سعيد بن عمر بن علي البيروذي قال: حدثني علي بن المختار قال: حدثني القحذمي قال: هوي رجل من أهل البصرة امرأة فضني من حبها، حتى سقط على الفراش، وكان إذا جنه الليل صاح بأعلى صوته: كم ترى بيننا وبين الصباح؟ فإذا أكثر من ذلك هتف به هاتف من جانب البيت:
ألفُ عَامٍ وَألفُ عَامٍ تِباعاً، ... غيرَ شَكّ، فلا تكُنْ مِلحاحَا.
قال: فأقام الرجل على علته سنين ثم أبل من علته.
أخبرنا أبو بكر الأردستاني قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول: حضرت مع الشبلي في مجلس سماع، وحضر المشايخ، فغنى قوال، فصاح رجل، والقوم سكوت، فقال له بعض المشايخ: يا أبا بكر أليس هؤلاء سمعوا معك، كما سمعت؟ فقام من بين الجماعة وتواجد، وأنشأ يقول:
لوْ يَسمَعونَ كما سَمِعتُ كلامَها ... خَرّوا لعزّةَ رُكّعاً وَسُجُودَا.
وأنشد على أثره:
لي سَكْرَتَانِ، وَللنَّدْمَانِ وَاحِدَةٌ، ... شيءٌ خُصِصْتُ به من بينَهم وَحدي.