أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي التوزي قال: حدثنا إسماعيل بن سويد قال: حدثنا الكوكبي قال: حدثني أبو الحسن بن الأصقع قال: كان فتىً من بني عذرة يتعشق ابنة عم له، فبلغه أن فتىً أسود يأتيها لريبة، فغمه ذلك، فمر يوماً ببابها، فقال:
شابَتْ أعَالي قُرُوني وَامّحَى شَعَرِي، ... مِمّا أُحَدَّثُ عَنْ قُمْرِيّةِ الوَادي.
نُبّئْتُ أنّ غُرَاباً بَاتَ مُحْتَضِناً ... قُمْرِيّةً بَينَ أغْصَانٍ وَأعْوَادِ.
فلما سمعت شعره خرجت، فاعتذرت إليه، وآلت أن لا تعرف ذكراً غيره، فلم يزل يحتال حتى تزوجها.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر قال: أخبرنا أبو صالح السمرقندي قال: حدثنا عبد الله الحسين بن القاسم بن أليسع بالقرافة قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر الدينوري قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن عبد الله الصوفي قال: حدثني أبو المختار الضبي.
قال: حدثني أبي قال: قلت: لأبي الكميت الأندلسي، وكان جوالاً في أرض الله، عز وجل: حدثني بأعجب ما رأيته من الصوفية! قال: صحبت رجلاً منهم يقال له مهرجان، وكان مجوسياً، فأسلم وتصوف، فرأيت معه غلاماً جميلاً لا يفارقه، فكان إذا جاء الليل، قام فصلى ثم ينام إلى جانبه يقوم فزعاً، فيصلي ما قدر له، ثم يعود فينام إلى جانبه أيضاً، حتى يفعل ذلك في الليلة مراراً، فإذا أسفر الصبح، أو كاد أن يسفر، أوتر ثم رفع