مصارع العشاق (صفحة 172)

جارية تزو رفي المنام

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه، في سنة أربعين وأربعمائة، قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن سويد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: أخبرنا عبد الله بن خلف قال: حدثنا أبو بكر محمد بن سماعة قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز القرشي قال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال: كان عندنا فتىً باليمن بطال مسرف على نفسه. وكان مع ذلك ذا مال وجمال، فرأى ليلةً، في نومه، جاريةً، قد أقبلت إليهن وعليها ثوب من اللؤلؤ تتثنى أطرافه، وبيدها كتاب من حرير أخضر مكتوب بالذهب، فقالت له: بأبي أنت اقرأ لي هذا الكتاب، فقرأه فإذا هو:

مِن التي صَاغَها الرّحمنُ في غُرَفٍ، ... من مِسكَةٍ عُجِنَتْ في ماءِ نِسرينِ.

إلى الذي حبُّه في القَلبِ محْتَبسٌ، ... وَقَلُبه عَنُه في لَهوٍ وَتَفتِينِ.

يا سهْلُ بادِرْ، فَقَد أوْرَثتَني حَزَناً، ... كم عَنكَ ما لا أُحبّ، الدهرَ، يأتيني.

ألستَ تشتاقُ أن تَلهو على فُرُشٍ ... موْضُونَةٍ مع جوارٍ خُرّدٍ عِينِ؟

قال: فأصبح الفتى تاركاً لكل ما كان عليه من البطالة والصبى، ولم يزل متنسكاً أحسن تنسك حتى مات. قال: وكان اسمه سهلاً. قال أبو بكر بن الأنباري: الخرد الحسان. والموضونة: المنسوجة بالذهب. والعين: الحسان الأعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015