أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري بقراءتي عليه قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري الموصلي بالبصرة قال: حدثنا محمد بن ياسر الكاتب كاتب ابن طولون قال: حدثني أبي قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: اشترى عبد الله بن طاهر جاريةً بخمسة وعشرين ألفاً على ابنة عمه، فوجدت عليه، وقعدت في بعض المقاصير، فمكثت شهرين لا تكلمه، فعمل هذين البيتين:
إلى كم يكونُ العَتْبُ في كلّ سَاعَةٍ، ... وكم لا تَمَلّينَ القَطِيعَةَ والهَجرَا.
رُوَيْدَكِ! إنّ الدهرَ فِيهِ كِفايَةٌ ... لتَفريقِ ذاتِ البَينِ، فانتَظرِي الدهرَا.
قال: وقال للجارية: اجلسي على باب المقصورة فغني به! قال: فلما غنت البيت الأول لم تر شيئاً، فلما غنت البيت الثاني، إذا هي قد خرجت مشقوقة الثوب حتى أكبت على رجله فقبلتها.
أخبرني أبو عبد الله الحافظ الأندلسي بدمشق قال: أنشدني أبو عبد الله بن حزم لنفسه:
صِلوا رَاحِلاً عَنكُم بتَأنِيس لَيلَةٍ، ... فسوْفَ يَغِيبُ المَرْءُ عنكم لَيالِيَا.
هَبوا ساعةً يسترجع الطَّرفُ ضِعفَها، ... فِدىً لكُمْ نَفْسي وأهلي وَمالِيَا.
وَلا تَحسَبوا عَوْنَ الزّمانِ، فأنّه ... لَنَا وَلَكُم يُمسي ويَضْحَى مُعاديا.