إذا ما امرُؤ سَوّى بأُمٍّ حَلِيلَةً، ... فَلا عاشَ إلاّ في شَقا وهَوَانِ.
لَعمري لقد أيقظتِ من كان نائماً، ... وأسمَعتِ مَن كانتْ له أُذُنانِ.
بَصِيراً بوَجهِ الحَزْمِ لوْ يستطيعُه، ... وقد حِيلَ بينَ العَيرِ والنّزوَانِ.
قال المعافى بن زكيرا ويروى: أهم بأمر الحزم لو أستطيعه. وقول أم صخر: ما رأينا سواده أي شخصه. قال الشاعر: بين المخازم يرتقبن سوادي، أي شخصي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن صالح الروذباري بقراءتي عليه بمصر، سنة خمس وخمسين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبو مسلم الكاتب إجازة قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال: مرض أعرابي من بني نمير يقال له: حنيف بن مساور، وكانت له امرأة من قومه يقال لها زرعة بنت الأسود، وكان لها محباً. فلما اشتد وجعه جلست عند رأسه، فأنشأ يقول:
يا زٍرْعَ دومي واحفظي لي عَهدي، ... كَمْ مِنْ مُنِيرٍ بَينَنَا مسدّي.
وَكاشِحٍ، يا زَرْعَ، بادي الحِقدِ، ... يا زرعَ إن وَسّدتِني في لحدي.
وَجَاءَكِ الخاطِبُ بَعدَ الوَفْدِ، ... وقلتِ: عَبدٌ بدَلٌ من عَبْدٍ.