أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قال: أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري قال: أنبأني أبي قال: أنشدنا أحمد بن عبيد:
ضَعُفتُ عن التسلِيمِ يوْمَ فِرَاقها، ... فَوَدّعتُها بالطّرْفِ والعَينُ تَدمَعُ.
وأمسَكتُ عن رَدّ السلامِ، فمن رَأى ... مُحبّاً بطَرْفِ العَينِ قَبلي يُوَدِّعُ.
رَأيتُ سُيوفَ البينِ عندَ فِرَاقِهَا، ... بأيدي جنودِ الشوْقِ، بالمَوْتِ تَدفَعُ.
عَلَيكِ سَلامُ اللهِ مني مُضَاعَفاً، ... إلى أن تغيبَ الشمسُ من حيثُ تَطلُعُ.
أخبرنا أحمد بم علي بن محمد السواق قال: اخبرنا محمد بن أحمد بن فارس قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا عبد الله بن عبيد قال: حدثني محمد بن الحسين في إسناد لا أحفظه قال: علق فتىً من الحي بنت عم له، فخطبها إلى أبيها، فرغب بها عنه، فبلغ ذلك الجارية، فأرسلت إليه: قد بلغني حبك إياي، وقد أحببتك لذلك لا لغيره، فغن شئت خرجت إليك بغير علم أهلي، وإن شئت سهلت لك المجيء. فأرسل إليها: كل ذلك لا حاجة لي فيه، إني أخاف أن يلقيني حبك في نار لا تطفأ وعذاب لا ينقطع أبداص. فلما جاءها الرسول بكت، ثم قالت: لا أراك راهباً، والله، ما أحد أولى بهذا الأمر من أحدٍ، إن الخلق في الوعد والوعيد مشتركون.
قال: فتدرعت الشعر وأقبلت على العبادة، فكبر ذلك على أهلها