أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن فارس قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: أخبرني أحمد بن جرب قال: حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله البلخي: أن شاباً كان في بني إسرائيل لم ير شابٌ قط أحسن منه، قال: وكان يبيع القفاف، قال: فبينا هو ذات يومٍ يطوف بقفافه، إذ خرجت امرأة من دار ملك من ملوك بني إسرائيل، فلما راته رجعت مبادرة فقالت لابنة الملك: يا فلانة، إني رايت شاباً بالباب يبيع القفاف لم أر شاباً قط أحسن منه. قالت: أدخليه! فخرجت إليه، فقالت: يا فتى ادخل نشتر منك! فدخل، فأغلقت الباب دونه ثم قالت: ادخل، فدخل فأغلقت باباً آخر دونه.
ثم استقبلته بنت الملك كاشفةً عن وجهها ونحرها، فقال لها: اشتر عافاك الله، فقالت: إنا لم ندعك لهذا، إنما دعوناك لكذا، تعني تراوده عن نفسه، فقال لها: اتقي الله! قالت له: إنك إن لم تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت علي تكابرني على نفسي. قال: فأبى، ووعظها، فأبت، فقال: ضعوا لي وضوءاً! فاقلت: أعلي تعلل؟ يا جارية! ضعي له وضوءاً فوق الجوسق، مكان لا يستطيع أن يفر منه، ومن الجوسق إلى الأرض أربعون ذراعاً.
قال: فلما صار في أعلى الجوسق قال: اللهم إني دعيت إلى معصيتك وإني أختار أن أصبر نفسي، فألقيتها من هذا الجوسق، ولا أركب المعصية، ثم قال: بسم الله، وألقى نفسه من أعلى الجوسق فاهبط الله، عز وجل، ملكاً من الملائكة، فاخذ بضبعيه، فوقع قائماً على رجليه،