وأحوَرَ وسنَانِ الجفونِ كأنّه ... قضيبٌ مِنَ الرَّيحانِ لدنٌ مُنَعَّمُ.
نَظَرْتُ إلى أجْفَانِهِ أوّلَ الهَوَى ... فَأيْقَنْتُ أني لَستُ مِنُهنّ أسْلَمُ.
كما أنّ إبرَاهِيمَ أوّلَ مَرّةٍ ... رَأى في الدّرَاري أنّه سوفَ يَسقَمُ.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بم محمد الجوهري في ما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا عمر بن حيويه محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن خلف قال: أخبرني أحمد بن شداد قال: حدثنا عبد الله بن أبي كريم قال: أخبرنا ميسرة بن عبد الله بن الحارث قال: أخبرني أبي قال: كان رجل من بني سليم يقال له عمرو بن مسلم، وكانت له امراة يقال لها مي، وكانت تبغضه، ولم يكن يعلم ذلكن وكان من أشد الناس حباً لها، فدخل عليها ذات يوم، وهي تقرأ في المصحف. فقال: يا مي أسالك بما أنزل الله تعالى في هذا المصحف أتحبينني أو تبغضينني؟ فقال: لا والله لا أخبرتك إلا أن تعطيني سؤلةً أسألكها. فقال: وأي شيءٍ سؤلتك؟ قالت: تجعل أمري في يدي. قال: نعم، وظن أنها مازحة، قالت: فلا والله وما أنزل فيه ما أحببتك ساعةً قط. فلما جعل أمرها بيدها اختارت نفسها، فكاد يموت أسفاً عليها، وانشأ يقول:
هَيا ربِّ أدعُوكَ العَشِيّةَ مُخْلِصاً، ... دُعاءَ امرِئٍ عمّتْ بلابلُه الصّدرا.
فإنّكَ إن تجمَعْ بِمَيٍّ لُبَانَتي ... معَ الناسِ قبل الموت أُحدِثْ لكَ الشُّكْرَا.
فتَجمعْ بها شملَ امرئٍ لم تَدَعْ له ... فؤاداً، ولم يُرزَقْ على نأيِها صَبرا.
إلى اللهِ أشكو أنّ مَيّاً تَحَكّمَتْ ... بعَقلِيَ مَظلُوماً وَوَلّيتُهَا الأمْرَا.