وجدت في مجموع سماه جامعه زهر الربيع قال: أنشدت عبد الله بن المعتز:
مَساكينُ أهلُ العِشقِ، حتى قبورُهم ... عَلَيها تُرَابُ الذلّ بينَ المَقابِرِ.
فقال لي: لعن الله صاحب هذا الشعر، لا والله ما اذل الله تراب قبر عاشقٍ قط، بل أجله وشرفه ونضره وحسنه.
قال ابن المعتز: ولي في هذا المعنى أملح من قول هذا لبارد، وأنشدني لنفسه:
مرَرْتُ بِقَبرٍ مُشرِقٍ وَسْطَ رَوْضَةٍ ... عَلَيه من الأنوارِ مثلُ الشَّقائِقِ.
فَقُلتُ: لمَنْ هذا؟ فقال ليَ الثَّرَى: ... ترَحّمْ عَلَيْهِ إنّهُ قبرُ عَاشِقِ.
ولي وهي قطعة مفردةٌ:
بَانَ الخَلِيطُ فَأدمُعي ... وَجْداً عَلَيهِم تستهِلُّ.
وحدا بهم حادي الفرَا ... قِ عَنِ المَنَازِلِ فاستَقَلّوا.
قُلْ للّذينَ تَرَحّلُوا ... عن ناظِري والقلبَ حَلّوا،
ودَمي بلا جُرْمٍ أتي ... تُ غداة بينهم استحلُّوا،
ما ضرّهُم لوْ أنهَلوا ... من ماءِ وَصْلِهِمِ وَعَلّوا.