أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد الجرادي قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن سهل لبعض المحدثين:
يا ذا الذي في الحبّ يَلحى أما ... واللهِ لَوْ حُمّلْتَ مني كمَا،
حُمّلتُ من حُبٍّ بديعٍ لمَا ... لُمتَ على الحبِّ فدَعني وما،
ألقى فإني لَستُ أدري بِمَا ... قُتِلتُ، إلاّ أنّني بَينَمَا،
أنا بِبَابِ الدارِ في بعضِ ما ... أطْلُبُ من دارِهم إذ رَمَى،
ظَبيٌ فؤادي بِسِهام، فَمَا ... أخطأ سَهْمَاهُ وَلكِنّمَا،
سَهْمَاهُ عَينَاهُ التي كُلّمَا ... أرادَ قَتلي بهما سَلّمَا.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق بقراءتي عليه قال: أخبرنا الأمير أبو الحسن أحمد بن محمد بن المكتفي بالله قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرني الرياشي عن الأصمعي عن جبر بن حبيب قال: أقبلت من مكة أريد اليمامة فنزلت بحي من عامر، فأكرموا مثواي، فإذا فتىً حسن الهيئة قد جاءني، فسلم علي، فقال: أين يريد الراكب؟ قلت: اليمامة. قال: ومن أين أقبلت؟ قلت: من مكة. فجلس إلي، فحادثني أحسن الحديث ثم قال لي: أتأذن في صحبتك إلى اليمامة؟ قلت: أحب خير مصحوب، فقام، فما لبث أن جاء بناقة كأنها قلعة بيضاء، وعليها أداة حسنةٌ، فأناخها قريباً من مبيتي، وتوسد ذراعها،