أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ بالشام قال: حدثنا علي بن أيوب قال: حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: قال علي بن الجهم:
نُوَبُ الزّمانِ كَثيرَةٌ، وأشَدُّها ... شَملٌ تَحَكّمَ فيهِ يوْمُ فِرَاقِ.
يا قلبِ لِمْ عرّضْتَ نفسَكَ للهوَى، ... أوَما رَأيْتَ مصَارِعَ العُشَّاقِ؟.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري بقراءتي عليه سنة إحدى وأربعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قال: حدثنا محمد بن أحمد الكاتب قال: حدثنا ميمون بن هارون الكاتب قال: حدثني عبد الرحمن بن إسحاق القاضي قال: انحدرت من سر من رأى مع محمد بن إبراهيم أخي إسحاق، ودجلة تزخر من كثرة مائها. فلما أن سرنا ساعة قال: ارفق بنا، ثم دعا بطعامه، فأكلنا، ثم قال: ما ترى في النبيذ؟ قلت له: أعزك الله أيها الأمر، هذه دجلة قد جاءت بمد عظيم يرعب مثله، وبينك وبين منزلك مبيت ليلةٍ، فول شئت أخرته. قال: لابد لي من الشرب فضربت ستارة، واندفعت مغنية تغني، واندفعت أخرى فغنت:
يَا رَحْمَتَا للعَاشِقِينَا ... ما إن أرى لهمُ مُعِينَا.
كَمْ يُشتَمونَ ويُضرَبُو ... نَ ويُهجَرُونَ فَيَصْبرُونا.