...
الفصل الثالث: أشهر من صنف في السيرة النبوية
المبحث الأول: طبقات الصحابة رضي الله عنهم وأهم خصائص مروياتهم
إن المحاولات الأولى للتأليف في السيرة النبوية جاءت على سبيل الاستقلال في أواخر النصف الثاني من القرن الأول الهجري (?) فقد أولى المسلمون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسننه، وأيامه، ومغازيه عناية فائقة.
لقد كانت هذه الأحاديث والأخبار، والمرويات محفوظة في الصدور عند جمهرة الصحابة والتابعين، وكان القارئون والكاتبون منهم يدونون منها ما استطاعوا من لدن عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد التدوين، وبالأخص ما كان يتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه (?) وقد مر التأليف والتصنيف في السيرة النبوية بمراحل وأطوار عبر القرون الثلاثة الأولى.
ولتوضيح هذه الأطوار والمراحل التي مر بها علم السيرة النبوية من طور الرواية الشفوية، إلى التصنيف الجزئي، إلى أن اكتمل في مرحلة التصنيف الموسوعي، قررت أن أقسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث، كل مبحث يمثل مدرسة، أو جيلاً أو جماعة من جماعات أعلام هذا الفن وهذه الصناعة.
لكن لكثرة الأسماء والأعلام، وطول الفترة فقد فضلت أن أعتمد على طريقة عمل الجداول الخاصة بكل فئة أو مدرسة، مع تحليل نتائج هذه الجداول لكل مرحلة على حدة؛ لأخلص إلى أهم النتائج المرجوة من هذا البحث الذي يتحدث عن علم التصنيف في السيرة النبوية في القرون الثلاثة الأولى، لرجالها وأعلامها الأوائل الذين خدموا التاريخ الإسلامي في بداياته من خلال سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.