...
الفصل الثاني: أهم مصادر السيرة النبوية خلال القرون الثلاثة الأولى
المبحث الأول: القرآن الكريم
لابد لأي باحث يريد أن يصنف في السيرة النبوية أو يكتب فيها أن يجعل من القرآن الكريم مصدراً أساسياً له.
لقد ضم القرآن الكريم جزءاً كبيراً من أخبارها الصحيحة التي لا يتطرق إليها الشك أو الظن، وبهذا فقد وفر القرآن الكريم قدراً عظيماً من الأخبار الصحيحة للسيرة وصاحبها عليه الصلاة والسلام.
لهذا فإن القرآن الكريم يعدُّ في مقدمة مصادر السيرة في حالة
أي مشروع موسوعي يتعلق بتدوينها، وروايتها، وحفظها، لأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه لفظاً بطريقة الوحي (?) ولا يأتيه الباطل، وقد وعد الله تعالى بحفظه فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .
فالناظر المدقق في القرآن الكريم يرى إشاراته إلى سيرته صلى الله عليه وسلم، إما بتصريح العبارة، أو بطريق الإشارة، أو بطريق التضمين، أو الموازنة (?) ، فهو في ذلك أصل الأصول، ومصدر النور، ليس وراء حجته حجة، ولا مع دليله دليل، ونصه هو القاطع للخصومة، وقوله هو الفصل (?) .
ولأن الصورة الواضحة الصادقة لشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، هي أصدق ما وصلنا عنه من أخبار، وهي أصح وصفاً لحقيقة سيرته،