نَفْسِي. فقالتْ خَديجةُ: كلَّا واللَّه لا يُخْزِيكَ (?) اللَّه أبدًا، إنّكَ لَتَصِلُ الرَّحمَ، وتَصْدُقُ الحديثَ، وتَحمِلُ الكَلَّ (?)، وتَكْسِبُ المَعْدومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ (?) وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ (?). ثُمَّ انطلقَتْ بهِ خَديجةُ إلى وَرَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ، ابنِ عمِّ خَديجةَ، فقالتْ لهُ: يا ابنَ عمِّ اسمَعْ مِن ابنِ أخيكَ فقالَ لهُ وَرَقَةُ: يا ابنَ أخي ماذا ترَى؟ فأخبَرَهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خَبَرَ ما رأَى. فقالَ وَرَقَةُ: هذا النامُوسُ (?) الذي أنزلَ اللَّه على موسى، يا لَيْتَني فيها جَذَعًا (?)، لَيْتَني أكونُ حيًّا إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قال: نعمْ، لمْ يأْتِ رجلٌ قطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ بهِ إلَّا عُودِي، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نصرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لمْ يَنْشَبْ (?) وَرَقَة أنْ تُوفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ (?) حتَّى حَزِنَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم -فيما بلغنَا (?) - حُزنًا غدا منه مِرارًا كيْ يَترَدَّى منْ رؤوسِ شَواهِقِ الجبالِ، فكلَّما أوْفَى بذِروَةِ جبلٍ