ومثَّل الرضيُّ لذلك بقوله تعالى: {أَرَأَيْتَكُمْ (?) إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ} [الأنعام: 47] (?).
وفيهما نظر؛ فإن (?) اقتران الجواب في مثله بالفاء واجب، ولا محلَّ لهذه الجملة المتضمنة للاستفهام؛ لأنها مستأنفة لبيان الحال المستخبَرِ عنها؛ كأنه (?) لما قال (?): "أرأيتم"، قالوا (?): عن أبي شيء تسأل؟ فقال (?): "لو أَنَّ نهرًا ببابِ أحدِكم" إلى آخره، وليست مفعولًا ثانيًا لأرأيتم، كما ظنه بعضهم من نظائر هذا التركيب.
و (يبقي): -بالباء الموحدة- للجمهور (?).
قال القاضي: وعند بعض شيوخنا: بالنُّون، والأول أوجه (?).
فإن قلت: خاطب أولًا الجماعة، ثم أفرد في "تقول"، فما وجهه؟
قلت: أقبلَ على الكل أولًا فخاطبهم جميعًا، ثم أفردَ؛ إشارةً إلى أن هذا الحكم لا [يخاطب به معين؛ لتَناهيهِ في الظهور، فلا يختص به] (?) مخاطبٌ دونَ مخاطب، وقد مر نظيرُه.