مصابيح الجامع (صفحة 505)

وحاول ابن المنير - رحمه الله - إبداءَ وجهٍ للمطابقة (?)، على تقدير أن يكون سماع الحديثين مفترقين؛ بأن قال: السرُّ في اجتماع الآخِرِ في الوجود، والسبقِ في البعث لهذه الأمة: أن الدنيا مثلُها للمؤمن (?) مثلُ السجن، وقد أدخل الله الأولين والآخِرين فيه على ترتيب، فمقتضى ذلك: أن الآخر في الدخول هو الأولُ في الخروج؛ كالوعاء إذا (?) ملأته بأشياء وُضع بعضُها فوق بعض، ثم استخرجتَها (?)، فإنما تُخرج أولًا ما أدخلْتَه (?) آخرًا، فهذا هو السر في كون هذه الأمة آخرًا في الوجود الأولِ، وأولَ في الوجود الثاني، ولها في ذلك من المصلحة (?) قلةُ بقائها في سجن الدنيا، وفي إطباق البلاء بما خَصَّها الله به (?) في (?) قِصَر الأعمار (?)، ومن (?) السبقِ إلى المعاد، فإذا فُهمتْ هذه الحقيقةُ، تصور الفَطِنُ معناها عامًّا، فكيف يليق بكيِّسٍ أن يعمد (?) إلى ماء راكدٍ يُطهر النجاسةَ، فيبول فيه، ثم يتوضأ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015