مصابيح الجامع (صفحة 4643)

النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا".

(إن خلقَ أحدِكم): قال أبو البقاء: لا يجوز في "أن" إلا الفتح؛ لأن ما قبله "حدثنا" (?).

قلت: بل يجوز الأمران الفتحُ والكسر؛ أما الفتح، فلما قال.

وأما الكسر، فإن بَنَينا على مذهب الكوفيين في جواز الحكايةِ بما فيه معنى القول دونَ حروفه، فواضح، وإن بنينا على مذهب البصريين، وهو المنع، فلا مانع (?) أن نقدر قولًا محذوفاً يكون ما بعده محكياً به، فتكسر همزة "إن" حينئذ بالإجماع، والتقديرُ حدثنا، فقال: "إن خلق أحدكم".

(فيكتب رِزقَه، وأجلَه، وعملَه، وشقيٌّ أم سعيدٌ): "أم" هذه هي المتصلة، فلا بد من تقدير الهمزة محذوفة؛ أي: أَشقيٌّ أم سعيد؟

فإن قلت: كيف يصحُّ تسليطُ فعل الكتابة على هذه الجملة الإنشائية التي هي من كلام المَلَك؟ فإنه يسأل - ربه عز وجل (?) -: الجنينُ (?) أشقيٌّ هو (?) أم سعيدٌ؟ فما أخبر الله به من شقاوته أو سعادته، [كتبه الملك، ومقتضى الظاهر أن يقال: وشقاوته، أو سعادته] (?)، فما وجه ما وقع هنا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015