مصابيح الجامع (صفحة 431)

(فتوضأ): والأكثرون على جواز مثله؛ أي: الوضوء في المسجد، ولا فرق بين أعلاه وأسفله، وممن قال به من أصحابنا ابنُ القاسم، وكرهه بعضُ العلماء تنزيهًا للمسجد.

(إن أمتي): المراد بهم (?) هنا أتباعه - صلى الله عليه وسلم - جعلنا الله منهم (?).

(غرًّا محجلين): الغرة: بياض في جبهة الفرس، والتحجيل: بياض في يديها ورجليها، فأطلق ذلك على النُّور الذي يكون في مواضع الوضوء استعارة.

وغرًّا: جمع أغر (?)، وهو والوصف (?) الآخر إما مفعولٌ بـ "يدعون"؛ كأنه بمعنى (?): يسمَّون غرًّا، قاله ابن دقيق العيد (?)، والأقرب أنه حال.

قال الزركشي: أي: يُدعون إلى يوم القيامة، وهم بهذه الصفة، فيتعدى "يُدعون" في المعنى بالحرف؛ كقوله: {يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ} [آل عمران: 23] (?).

قلت: حذف مثل هذا الحرف ونصب المجرور بعد حذفه غير مَقيسٍ، ولنا مندوحة عن ارتكابه بأن نجعل يوم القيامة ظرفًا؛ أي: يُدعون فيه غرًّا محجلين (?)، ولا نزاع فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015