مصابيح الجامع (صفحة 4074)

قال الزركشي حاكياً عن غيره: وهو الصواب، كما جاء في الأحاديث: "حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ" (?).

قلت: بل كُلٌّ صوابٌ؛ فإن "حَيَّ" (?) بمعنى أَقْبِلْ، فإن كان (?) المخاطبُ المأمورُ بالإقبال هو الذي يُريد الطَّهور (?)، كان سقوط (?) "أهل" صواباً؛ أي: أقبلْ أيها المريدُ للتطَهُّر (?) على الماءِ الطَّهور، وإن جعلنا المخاطبَ هو الماءَ (?) الذي أرادَ النبي - صلى الله عليه وسلم - انبعاثه وتفجُّره (?) من بين أصابعه، نَزَّلَهُ منزلةَ المخاطَب تجوزاً، فإثباتُ "أهل" صوابٌ؛ أي: أقبلْ أيها الماءُ الطَّهور على أهل الوضوء (?)، ووجَّه القاضي هذه الرواية بأن يكون "أهل" منصوباً على النداء، كما تقول: حَيَّ على الوضوء (?).

قلت (?): لكن يلزم عليه حذفُ المجرور، وبقاءُ الحرف الجارِّ غيرَ داخلٍ في اللفظ على معموله، وهو باطلٌ، ولا أعلم أحداً أجازه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015