قال ابن المنير: وعندي فيه تأويلٌ حسن، وذلك أنه لما تحقق عجزه عند (?) الاستفسار، سأله: هل معه شيء من القرآن؛ لأن القرآن هو [الغِنَى الأكبر، وقد ورد: "مَنْ لَمْ يَغْنَ بِالقُرْآنِ، فَلَيْسَ مِنَّا" (?).
وورد: "كَفَى بِالقُرْآنِ] (?) غِنىً" (?)، وتظاهرت الأحاديث على ذلك، فلما ثبت لهذا الرجل حظٌّ من القرآن، ثبت له حظٌّ من الغِنى (?)، فزوَّجَه.
ووجهُ كونِ القرآنِ غِنىً: إما لأن الله وعدَ صاحبه الغِنى من فضله، وإما لأنه جدير بأن يحمل صاحبَه على (?) القناعة، وهي كنزٌ لا يَنْفَد، ومن قنع استغنى، وليس في الحديث إسقاطُ الصَّداقِ، فلعله زوَّجه إياها بِصَداقٍ وُجدت مَظِنَّتُه (?)، وإن لم توجد حقيقتُه، وإذا وُجدت مظنتُه، أوشك (?) أن تحصلَ بفضل الله، وإنما استفسره (?) عن جهده؛ نصحا للمرأة؛ لئلا يضيعها، فلما أخبره أنه يحفظ حظًا (?) من القرآن، علم أن الله لا يُضيعهما.