مصابيح الجامع (صفحة 3726)

الكل؛ لأن كلَّ إنسان له شيطان، فكيف بالعاشي عن ذكر الله؟

والثاني: أنه أعاد عليه الضمير مجموعًا في قوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ} [الزخرف: 37]، ولولا عمومُ الشمول، لما جاز عَوْدُ ضميرِ (?) الجمع (?) على واحد، فهذه نكتة توجب للمخالفين سكتة، هكذا في "الانتصاف" لابن المنير -رحمه الله-.

قلت: في كل من الوجهين اللذين أبداهما نظر:

أما الأول: فلا نسلم أنه أراد كلَّ شيطان، بل المقصودُ أنه قُيِّضَ لكل فرد من العاشينَ عن ذكر الله شيطانٌ واحد، لا كل شيطان، وذلك واضح.

وأما الثاني: فعودُ ضمير الجماعة [على شيء ليس بينه وبين العموم الشمولي تلازم بوجه، وعودُ الضمير في الآية بصيغة ضمير الجماعة] (?) إنما كان باعتبار تعدد الشياطين المفهومة (?) مما تقدم؛ إذ معناه -على (?) ما قررنا (?) -: أن كلَّ عاشٍ له شيطانٌ، فبهذا (?) الاعتبار جاء التعددُ، فعاد الضمير كما يعود على الجماعة، فما هذه النكتة التي أوجبت سكتة المخالفين؟

النكتة الثانية: أن في الآية حجةً على من زعم أن العود على معنى "مَنْ" يمنعُ من العود على لفظها، محتجًا بأنه إجمال بعدَ البيان، وقد عاد الضمير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015