مصابيح الجامع (صفحة 2717)

حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُفَدِّي رَجُلاً بَعْدَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".

(سمعتُ علياً يقول: ما رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُفَدّي): بضم حرف المضارعة وفتح الفاء وتشديد الدال المهملة.

(رجلاً بعد سعدٍ، سمعته يقول: ارم فداك أبي وأمي): قال الزركشي: قيل: قد (?) صح أنه فدى الزبير أيضاً، فلعل علياً لم يسمعه (?).

قلت: إنما يحتاج إلى الاعتذار إذا ثبت أنه فدى الزبير بعدَ سعد (?)، وإلا، فقد يكون فداه قبلَه، فلا يُعارض قولَ عليٍّ -رضي الله عنه-: ما رأيته يفدِّي رجلًا بعد سعد، فلا يحتاج إلى الاعتذار حينئذ.

والتفديةُ من النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء؛ وأدعيتُه مستجابة. وقيل: إنما فداه بأبويه لِما ماتا عليه.

وقال ابن الزملكاني: الحق أن كلمة التفدية (?) نُقلت بالعرف عن وضعها (?)، وصارت علامة على الرضا، فكأنه قال: اِرم مَرْضِيًّا عنك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015