وهو قريب من قوله -عليه السلام-: "أُمرت بقرية تأكل القرى"؛ لأنها إذا عَلَتْ (?) عليها علوَّ الغَلَبة، أكلتْها، أو يكون المراد: يأكل فضلُها الفضائل [أن يغلبَ فضلُها الفضائل] (?)، حتى إذا قيست بفضلها، تلاشَت بالنسبة إليها (?)، فهو المراد بالأكل.
ومنه قولُ أبي الطيب:
عَلِيُّ شَرُوبٌ لِلْجُيُوشِ أَكُولُ
يريد: عليٌّ غالبٌ للجيوش، فهم له كالطعمة.
وهو -أيضاً- دليل على فضل المدينة.
وقد جاء في مكة: أنها أم القرى، كما جاء فيم المدينة: تأكل القرى، لكن المذكور للمدينة أبلغُ من المذكور لمكة؛ لأن الأمومة لا يُمحى بوجودها (?) وجودُ ما هي أُم له، لكن يكون حقُّ الأم (?) أظهر، وأما قوله: تأكل القرى، فمعناه: أن الفضائل تضمحلُّ في جنب عظيمٍ فضلِها حتى يكاد يكونُ عدماً، وما يضمحلُّ له الفضائلُ أفضلُ وأعظمُ مما تبقى معه الفضائل، ولكن يتضاءل عنه.
* * *