مصابيح الجامع (صفحة 1717)

(بشروا خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب) قال القاضي: وفيه حديث ابن وهب: قلت: يا رسول الله! وما بيت من قصب؟ قال: هو بيت من لؤلؤة مجوفة، ويروى، مجوبة، وكله بمعنى. قال: هو اللؤلؤ المجوف الواسع، كالقصر المنيف، قال الخليل: القصر ما كان من الجوهر مستطيلاً، ويؤيد تفسيرهم "قباب اللؤلؤ" وفي رواية: قصر من درة مجوفة، انتهى (?).

والصخب: ارتفاع الأصوات، كما مر في بدء الوحي.

والنَّصَبُ: التعب.

وأبدى السهيلي حكمةً للتعبير بالبيت دون القصر، وبالقَصَب دون الجوهر، ولنفي الصَّخَب والنَّصَب (?) على الخصوص، فقال ما معناه: جرت عادة البلغاء أن يعبروا عن إجزاء الفعل بلفظ ذلك الفعل، وإن كان الجزاء أشرفَ منه؛ قصداً للمشاكلة، ومقابلة اللفظ باللفظ (?)؛ كما ورد: "مَنْ سَقَى مُسْلِماً عَلَى ظَمَأٍ (?)، سَقَاهُ اللهُ مِنَ الرَّحِيقِ" (?)، و"مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِداً، بَنَى اللهُ (?) لَهُ مِثْلَهُ في الجَنَّةِ" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015