ورود "مِنْ" للانتهاء (?)؛ نحو: تقربت منك؛ أي: إليك.
وقد صرح في "التسهيل": بأن من (?) جملة معاني "من": الانتهاء (?).
(حتى إن كان يعطي عن بَنِيَّ): هذا من كلام نافع، و"إن" فيه هي (?) المخففة من الثقيلة.
فإن قلت: فأين اللام الفارقة بينهما وبين النافية؛ كقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} [البقرة: 143]؟
قلت: إذا دلَّ على قصد الإثبات، جاز تركها؛ كقوله:
إِنْ كُنْتُ قَاضِيَ نَحْبِي يَوْمَ بَيْنِكُمُ. . . لَوْ لَمْ تَمُنُّوا بِوَعْدٍ غَيْرِ تَوْدِيعِ (?)
إذ المعنى فيه لا يستقيم إلا على إرادة الإثبات، والدليلُ في الحديث موجود؛ لأنه قال: وكان ابنُ عمر يعطي عن الصغير والكبير، وعناه بقوله: "حتى إنْ كان يعطي عن بني"، ولا تتأتى الغايةُ فيه (?) مع قصد النفي أصلًا، فتأمل.
* * *