174 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، [20/أ] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا محمد بن أبان الجعفي، عن علقمة بن مرثد، عن العيزار بن جرول التِّنْعي، قَالَ: لما قدم المختار بن أبي عبيد، كنا - أيها الحي - ممن سارع إليه، فبلغ ذلك سويد بن غفلة الجعفي، قال: فأتانا في مسجدنا فقال: يا معشر تِنْعَة إن لكم علينا حقًا وقرابةً وجوارًا، وقد بلغني أنكم أسرعتم إلى هذا الرجل، والله ما أحدثكم إلا ماسمعت منه، قال: بينا أنا أسير في طريق مكة إذ غمزني غامز بقضيب بين كتفي، فالتفت فإذا المختار بن أبي عبيد، فقال: يا شيخ ما تقول في ذلك الشيخ؟ قَالَ: قلت: أي شيخ؟ قَالَ: علي بن أبي طالب، قَالَ: قلت: ما أقول فيه أشهد الله أني أحبه بسمعي وبصري ولساني وقلبي، قَالَ: وأنا أشهد أني أبغضه بسمعي وبصري ولساني وقلبي، قَالَ: فقال القوم لسويد: أبيت والله إلا تثبيطا على آل محمد وتزيينًا لنقبل حرَّاق المصاحف، قال: فقال سويد: أما إن قلتم هذا فوالله لا أحدثكم إلا ما سمعت من علي بن أبي طالب، قالوا: وما سمعت منه؟ قَالَ: سمعته يقول: يا أيها الناس الله الله والغلو في عثمان، فالله ما حرقها إلا عن ملأ منا من أصحاب محمد جمعنا [20/ب] فقال: ما ترون في هذه القراءة التي قد اختلفت فيه الناس، يلقى الرجل الرجل، فيقول: قراءتي خير من قراءتك قراءتي أفضل من قراءتك، وإن هذا شبيه بالكفر، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافًا، قَالَ: قلنا فما الرأي يا أمير المؤمنين؟ قَالَ أرى أن أجمع الناس على أمر واحد قَالَ: قلنا الرأي أصبت، فأرسل إلى زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص فقال: يملي أحدكما ويكتب الآخر، فإذا اختلفتما في شيء فارفعاه إليَّ، فوالله ما اختلفا إلا في حرف في كتاب الله في سورة البقرة، قَالَ أحدهما: التابوت، وقال الآخر: التابوه، فرفعاه إليه فقال: التابوت، قَالَ: قَالَ علي والله لو وليت مثل الذي ولي لصنعت مثل الذي صنع قَالَ: فقال القوم لسويد: الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي؟ فقال: الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي، عليه السلام.