وأنشدنا أبو الحسن البصروي لنفسه -وهو محمد بن محمد بن أحمد- من أهل بصرى، قرية دون عكبرا، قاله الخطيب:

نرى الدنيا وزهرتها فنصبوا ... وما يخلو من الشهوات قلب

ولكن في خلائقها نفارٌ ... ومطلبها بعين الحظ صعب

كثيراً ما نلوم الدهر فيما ... يمر بنا، وما للدهر ذنب

ويعتب بعضنا بعضاً، ولولا ... تعذر حاجةٍ ما كان عتب

فضول العيش أكثرها همومٌ ... وأكثر ما يضرك ما تحب

فلا يغررك زخرف ما تراه ... وعيشٌ لين الأعطاف رطب

فتحت ثياب قومٍ-أنت فيهم ... صحيح الرأي- داءٌ لا يطب

إذا ما بلغةٌ جاءتك عفواً ... فخذها، فالغنى مرعىً وشرب

إذا اتفق القليلٌ (و) فيه سلمٌ ... فلا ترد الكثير وفيه حرب

آخر الجزء الثامن، أنهاه مخرجه كتابةً محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضيل البعلبكي، حامداً لله تعالى ومصلياً على رسوله ومسلماً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015