فَدخلت بهَا فَنَظَرت إِلَيْهَا وَهِي عَلَى مَا وصف لي من وَسطهَا إِلَى فَوق بدنين بِأَرْبَع أيادي ورأسين فلعهدي بهما يتعاملان ويتظالمان ويصطلحان ويأكلان ويشربان ثمَّ إِنِّي نزلت عَنْهَا وَخرجت عَن الْبَلَد فأقمت بُرْهَة من الزَّمَان أَحْسبهُ قَالَ سنتَيْن ثمَّ رجعت فَدخلت إِلَى ذَلِكَ الْبَلَد فَذكرت ذَلِكَ الشَّخْص فسالت عَنهُ فَقيل أحسن اللَّه عزاءك فِي الْجَسَد الْوَاحِد فتعجبت من ذَلِكَ فَقلت كَيفَ صنع بِهِ أَو كَيفَ كَانَ أمره فَقيل لي أَنه توفّي الْجَسَد الْوَاحِد فَعمد إِلَيْهِ وربط من أَسْفَله بِحَبل وثيق وَترك حَتَّى ذبل فَقطع وَدفن قَالَ الشَّافِعِي فلعهدي بالجسد الآخر فِي الطَّرِيق ذَاهِب وجاي فسبحان خَالق كل شَيْء
3 - وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد وَأَنا رَأَيْت بِمصْر صَبيا لَهُ أَربع أعين وَأَرْبع أَيدي ولسانان وَأَنا دخلت فَنَظَرت إِلَيْهِ وَكَانَ يحمل إِلَى دور الْكتاب فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ
سمع جَمِيع هَذِهِ الحكايات الثَّلَاث بِقِرَاءَتِي الْمولى السَّيِّد القَاضِي الْأَجَل الْفَقِيه الأوحد الرئيس الْمُجْتَهد جمال الدّين فَخر الْقُضَاة أَبُو مُحَمَّد الْحسن ابْن القَاضِي الْأَجَل الْفَقِيه الأوحد الرئيس الأمجد الْفَاضِل أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن نَبهَان التنوخي المعري نَفعه اللَّه بِالْعلمِ وَهِي سَمَاعي من الشَّيْخ الْأَجَل أَبِي الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مكي بْن حَمْزَة السَّعْدِيّ بإجازته من أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الرَّازِيّ الْمَذْكُور فِي أَوله والشيخان الْفَقِيه أَبُو البركات عِيسَى بْن عَبْد الْبَاقِي معلم الْقُرْآن الْكَرِيم وَأَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُرْتَفع
وَذَلِكَ فِي اللَّيْلَة المسفرة عَن الْخَامِس من صفر سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة
وَكتب عَبْد الرَّحْمَن بْن مقرب بْن عَبْد الْكَرِيم بْن الْحسن بْن عَبْد الْكَرِيم بْن مقرب التجِيبِي غفر الله لَهُ