شيخنا هذا أشهر من أن ننبه على قدره، وأجل من الإطناب في ذكره، مولده ظناً سنة ثمان وتسعين وستمائة، واشتغل بالعلم بعدن على الإمام العلامة محمد بن أحمد الدهي ابن البصال، والقاضي شرف الدين أحمد بن علي الحرازي، قاضي عدن ومفتيها، وحج، وسمع بمكة من الإمام رضي الدين الطبري، بقراءته الكثير من مروياته، ومن غيره، وصحب المشايخ الكبار، منهم.. الوقت أبو الحسن علي، المعروف بالطواشي، ودخل ديار مصر، والشام، وزار القدس والخليل، على قدم التجريد، ذكره الشيخ جمال الدين الأسنائي في طبقاته وختمها به، فقال: كان إماماً يسترشد بعلومه ويقتدى، وعلماً يستضاء بأنواره ويهتدى، إلى [أن] قال: وعكف على التصنيف والإقراء والإسماع، فصنف تصانيف كثيرة في أنواع من العلوم، وكان يصرف أوقاته في وجوه البر، وأكثرها في العلم، كثير الإيثار والصدقة، مع الاحتياج، متواضعاً مع الفقراء، مترفعاً على أبناء الدنيا، مربياً للطلبة والمريدين، ولهم به جمال وعزةٌ. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015