محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن شبل بن علي المقدسي، ثم المصري، أبو الحسين بن أبي الطاهر بن أبي محمد بن أبي الحجاج الكاتب.

كان أبوه وجده يخدمان في كتابة الجيش بديار مصر، ولهم تقدم وحشمة، ورئاسة، وشيخنا أبو الحسين هذا ذكره ابن النجار في «تاريخ بغداد» ، وقال: هو أديب فاضل له معرفة بالتواريخ وأخبار الأدباء، وسمع حديثًا كثيرًا بمصر، ودمشق، وقدم بغداد في سنة خمس وست مائة، وسمع من شيوخها مثل أبي أحمد ابن سكينة، وأبي حفص بن طبرزد، والأفضل بن أبي الحسن الحفار، وريحان بن تيكان الضرير، ومظفر بن أبي يعلى ابن جحشويه، وأبي عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف، والحافظ أبي محمد عبد العزيز ابن الأخضر، وأبي منصور عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك القاضي، وأبي الفرج محمد بن هبة الله بن كامل الوكيل، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن أيوب، وأبي العباس أحمد بن الحسن بن العاقولي وانحدر إلى واسط من أبي الفتح ابن المندائي، وغيره، وقدم دمشق في أواخر عمره صحبه الملك الصالح ابن الكامل، وكان صاحب ديوان الجيش، وحصل كتبا عظيمة، وكان له في علم التاريخ يد باسطة مع الدين والتواضع، ولم يزل في تحصيل الفوائد والفضائل إلى آخر عمره، مولده ليلة الأربعاء تاسع صفر سنة أربع وسبعين وخمس مائة بمصر، واستشهد رحمه الله في وقعة المنصور بمنود من طعنة طعنها من الإفرنج في ليلة الخامس من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وست مائة، وحمل إلى القاهرة، ودفن بسفح المقطم في التاسع من الشهر المذكور رحمه الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015