عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد بْن منصور بْن خلف الأنصاري

أحد الأئمة الفضلاء، ومن أعيان السادة النبلاء، جمع بين الفضل الغزير والديانة والرئاسة، وحسن الخلق وكرم النفس والتواضع، وَكَانَ المحاضرة مليح الهيئة، متضلعا من فنون الأدب لَهُ النظم الفائق، وَكَانَ شيخ الشيوخ وله الوجاهة والمنزلة الرفيعة والرتبة العلية عند الملوك والخاص والعام، وترسل إِلَى دار الخلافة، وإلى ملوك الشام ومصر غير مرة، مولده فِي بكرة نهار الأربعاء والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وَثَمَانِينَ وخمس مائة بدمشق، وسافر مع والده إِلَى بغداد، فسمع بها من أَبِي الفرج عَبْد المنعم بْن كليب، وأبي عَلِيّ يَحْيَى بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الواسطي، والقاضي أَبِي الْحُسَيْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يعيش وأبي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ بْن سكينة، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي المجد بْن غنائم الحربي الإسكاف، وغيرهم، ثم رجع إِلَى دمشق فأخذ عَن الإِمَام أَبِي اليمن الكندي الكتب الأدبية رواية ومعرفة، وسمع الحديث مِنْهُ، ومن غيره، وحدث شيخنا هَذَا قديما، وسمع مِنْهُ جماعة من الأعيان مثل الشَّيْخ الإِمَام أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد اليونيني، والحافظ أَبِي عَبْد اللَّه البرزالي، وهما أقدم مولدا مِنْهُ، وكتب الناس عَنْهُ أناشيده، ومدحه للمصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت وفاته بمدينة حماة فِي ليلة الجمعة الثامن من شهر رمضان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائة، رَحِمَهُ اللَّهُ وإيانا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015