وقوله:. . {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28] (?) .
وقوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} [الزخرف: 5] (?) .
وربما جاءت المادة مطلقة لتشمل أنواع الإسراف، كما في الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] (?) وقد سبق إيرادها.
فإذا ما تجاوزنا المادة ذاتها (السرف) في القرآن الكريم إلى الآيات الكريمة التي جاءت في معنى السرف ذامة ومحذرة منه، فإننا واجدون آيات كثيرة:
ففي سياق النهي عن السرف في الأموال وإنفاقها، يقول سبحانه: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا - إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26 - 27] (?) .
وقد ذكر جمهور المفسرين أن التبذير هنا إنفاق المال في غير حقه (?) . وعند التعريف بالمصطلحات أشرنا إلى الفرق بين التبذير والإسراف. وفي سياق الذم لأصحاب المال والجاه الذين سخروهما لشهواتهم يقول سبحانه: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16] (?) .
وفي قوله: (أمرنا) قراءات: فقد قرئ " أمرنا " بفتح الهمزة بدون مد وفتح الميم مع التخفيف، من الأمر.
وقرئ " أمرنا " بفتح الهمزة بدون مد وتشديد الميم، من الإمارة.
وقرئ " آمرنا " بمد ثم فتح للميم مع التخفيف أي أكثرناهم.
قال الطبري بعد أن ساق القراءات وتفسيراتها: " وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأ (أمرنا مترفيها) بقصر الألف من أمرنا وتخفيف