فالإنفاق إذن: هو الإفناء والإذهاب والإنفاد.
وهو يكون في المال وفي غيره كما يقول الراغب الأصفهاني (ت 502 هـ) (?) .
وعلى هذا فالإنفاق شامل لكل ما يستهلكه الإنسان من أشياء مباحة.
ويرى بعضهم أن الإنفاق خاص بصرف المال في الحاجات المختلفة (?) .
ثم إذا تجاوز حده فهو الإسراف إلا فلا.
(6) وأما الجود فقال ابن فارس (ت 395 هـ) : " الجيم والواو والدال أصل واحد، وهو التسمح بالشيء وكثرة العطاء، يقال: رجل جواد بين الجود وقوم أجواد (?) .
وجاء في المصباح المنير: " جاد بالمال: بذله، وجاد بنفسه: سمح بها عند الموت وفي الحرب، مستعار من ذلك " (?) .
وأما السخاء، فقال ابن فارس: " السين والخاء والحرف المعتل أصل واحد يدل على اتساع في شيء وانفراج.
ثم قال: قال أهل اللغة: السخاء: الجود، يقال سخا يسخو سخاوة وسخاء يمد ويقصر، والسخي: الجواد " (?) .
ويقول الأصفهاني (ت 552 هـ) : " السخاء: هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات حصل معه البذل أم لم يحصل، وذلك خلق، ويقابله الشح. والجود بذل المقتنى، ويقابله البخل. . . . ويدل على صحة هذا الفرق أنهم جعلوا