وهذه الخيانة تتردد أصداؤها في سائر نشاطاتنا وهي تعرضها للانتقام ( nêmêsis) (?) وأحياناً يكون عنيفاً على الصعيد الزمني، فالأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها.

ومن اليسير أن نفهم ذلك على الصعيد التقني، حيث الانتقام فوري إذا ما انفجرت ماكينة سيئة التصميم أو انهار جسر لسوء البناء.

وفي الغالب فالمجتمعات والحضارات تنهار بالطريقة نفسها. وليست كوارث التاريخ في مختلف الأزمان سوى النتيجة التي تكاد تكون فورية لانتقام الأفكار التي خانها أصحابها. فسقوط قرطاجة لخطأ سياسي من مجلس شيوخها هو المثل المأساوي لكنه ليس الوحيد (?).

لابد إذن من احترام علاقات الأفكار بالمقاييس الثابتة للنشاط وإلاَّ باتَ ذلك النشاط عابثاً أو مستحيلاً.

وتقع تلك العلاقات في ثلاث مراتب:

1 - المرتبة الأخلاقية الإيديولوجية، السياسية بالنسبة لعالم الأشخاص وحتى الفزيولوجي؛ إذا أخذنا بعين الاعتبار تحسين النسل.

2 - المرتبة المنطقيَّة الفلسفية، العلمية، بالنسبة لعالم الأفكار.

3 - المرتبة التقنية، الاقتصادية، الاجتماعية، بالنسبة لعالم الأشياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015